السبت، 26 مارس 2011

تاريخ أوبئة الأنفلونزا

صورمن وباء 1918
تاريخ حدوث الوباء
نوع الفيروس
اسم الوباء
شدة الوباء
1889
H2N2
 
شديد
1899
H3N8
 
معتدل
1918
H1N1
الانفلونزا الاسبانية
شديد جداً
1957
H2N2
الأنفلونزا الأسيوية
شديد
1968
H3N2
أنفلونزا هونج كونج
معتدل
1977
H1N1
أنفلونزا روسيا
طفيف

دخل لفظ " إنفلونزا " إلى الإنجليزية عام 1743، واعتمد رسمياً كلفظ إنجليزي في أعقاب وباء اجتاح أوروبا آنذاك. وتعود اللفظة في أصلها إلى اللغة الإيطالية القديمة، اشتقاقاً من الكلمة Influence والتي تعني " يوثر"، إذ كانت الخرافة تقول أن المرض هو " تأثير الأفلاك والنجوم".
وصف أبو قراط أعراض الإنفلونزا قبل 2400 سنة، ولم تكن دقة الوصف العلمي آنذلك لتفرق لنا أكان يقصد الإنفلونزا، أم شبيهاً لها كحمى التيفويد، والدفتيريا، وحمى دنج.
إلا أن أول وصف دقيق مدون للمرض كان عام 1580 مع وباء اكتسح أوروبا وأفريقيا، وخلف وراءه 8000 وفاة في روما وحدها، ومحا مدناً بكاملها من خارطة إسبانيا.
ثم استمر المرض يضرب مدناً متفرقة، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلى أن أتى عام 1830 بكارثة وبائية، أصابت وقتها ربع سكان المعمورة.
ولا يزال وباء عام 1918 هو الأعنف دون منازع، إذ أودى بحياة 40 مليون شخص، من شرق الأرض إلى غربها، حتى لقد تعادل و" الطاعون الأسود" في حجم الوفيات الناجمة، فيما وصف حينها بأنه " أعظم مأساة عرفها الطب في تاريخه ".
بيد أن وباء عام 1918 -المعروف باسم الإنفلونزا الإسبانية- لم  يكن اعتيادياً، فقد بلغ المرض من الشدة ما لم يبلغه وباء سابق أو لاحق. كتب أحد شهود الوباء يقول : " لقد كان الدم الناضح من المرضى يخرج من الأغشية المخاطية في الأنف والمعدة والأمعاء، بل إنه حتى الآذان نزفت دماً "
ويعزى السبب في الوفيات آنذاك إلى العدوى البكتيرية التي تلحق فيروس الإنفلونزا، مسببة التهاباً رئوياً شديد التأثير. ولم يكن العالم يعرف آنذاك يعرف البنسلين أو غيره من المضادات الحيوية.
وكما أن فيروس الإيدز قتل 25 مليوناً في غضون 25 عاماً ، فإن فيروس الإنفلونزا قتل أكثر من 25 مليوناً، في 25 أسبوعاً.
وفي عام 1931، تم اكتشاف عائلة فيروسات " أورثوميكسوفيريدي" التي ينتمي إليها فيروس الإنفلونزا، لأول مرة، بعد فصلها من الخنزير. أعقب ذلك بفترة وجيزة فصل نفس الفيروس من الإنسان، في بريطانيا عام 1933. ثم جاء عام 1935 بفتح طبي عندما تم الإعلان عن الطبيعة اللاخلوية للفيروسات، لتفتح أبواباً واسعة أمام الباحثين، للبحث في طبيعة الإنفلونزا وغيره.
وقد كانت المحاولة الأولى للتحصين ضد الفيروس عام 1944، عندما لاحظ " توماس فرانسيس" أن الفيروس يفقد خواصه الهجومية إذا احتضنته مزرعة فيروسية قوامها بيض الدجاجة المخصبة. ومنه تم إطلاق أول لقاح، على أيدي باحثين من جامعة متشجن، بالاشتراك مع باحثين في الجيش الأمريكي، الذي كانت خبرته بالمرض عظيمة، إبان الحرب العالمية، إذ قتل الفيروس آلافاً من جنوده أثناءها.
ثم عاد الفيروس بوباء " الإنفلونزا الآسيوية " عام 1957، ووباء "إنفلونزا هونج كونج " عام 1968، كانا أقل عنفاً من كارثة 1918، فقد كانت هذه الأوبئة تالية لحقبة اكتشاف " الكسندر فلمنج" للبنسلين، الذي ساهم في علاج الالتهاب الرئوي البكتيري، المتسبب الرئيسي في العدد الهائل للوفيات في كارثة 1918.  لكن هذا لم يمنع تسجيل أرقام مليونية، في تعداد الوفيات.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق